الاثنين، 23 أبريل 2012

فَلسفة جنون وانتهت

ياخذنا الحبـرباتجاه سفن الورق ونرحل
نعبر شواطئ الحياة ونطوف اعماقها
مجدافنا القلم وقاربنا الورق
فلسفة تحكي مسيرة قلم
وقرينه اللدود ذاك الورق
حرفي وقلمي وأوراقي
هي متنفسي إذا ضاقت بي نفسي
كم ينبض هذا القلب وكم يحمل من الإحساس
وكم اوراقي مليئة بإفراغات مجنونة
غير انني اكتفي بحبسها بيني وبين سطوري
كم أقدس حرفي وكل شعوريحمله نبضي
كم أتألم وكم أفرح وكم اشتاق
غيراني أحبسها خوفا من عبث يلوثها
فأكتفي بضمها إلي صدري وتقبيلها
بكل حرقه فلا سلوى لي سواه
ينصفني أحيانا ويعاتبني اخرى
ويخاصمني أحياانا كثيرة حين أهمله
ماأروع نبضات الأنا والأروع هوصونها
أتعلمون صدقا نسيت ماوددت الكتابة عنه
ربما لأني لم اعرف بأي الحروف أبدأ
أو ربما لان حروفي كانت تغط في سبات
من فترة اعتزلت الحرف
وتركته يعيش الانتظارالمرير
كعاطل عن العمل
ماهي وظيفة الحرف غير
انه وريد للمشاعر
حين تترك حرفَك فترة طويلة
لا بد أن تدرك بِأنك مصاب
بِتجلط في المشاعر
الحرف.. والورق
ويبدو أنني سأتجاهل القَلم
فَالكيبورد..لم يترك له شيئا
كاني ألمح القلم شائخا يلمع نصله
ينتظرالحبر المتدفق الفائض
هل هو بكـاء القلم
حين نتوقف عن الكتابة وقتا
نحتاج إلى معجزة حتى نعود كسابق عهدنا
اما حزن موجع جارف لنصرخ
فننطق احاسيس
وحين يعترينا هذا الحزن
نكون واضحين فتفضحنا الحروف
بعكس الـ فرح تماما حتى لو كان طاغي
البسمة لا تترجم إلا من الشفاه فقط
تصمت الحروف عند حضور السعادة
ينكسر القلم في سطوةالفرح 
 هكذا أعتقد وهذا رأي
تبقى الحروف ترجمان لأحاسيسنا
وجنون نصنعـه ليشبه مابداخلنا
نخلقه ونصوغه بمشاعرنا
والقلم هو من ينعش حزننا قد يزيده
أو يضعفه او يفجرالما أكثر
في فترة ما ظننت أن القلم يضحك
الاإني وجدته يبكي بِغزارة
يبكي بِاشتياق...لأحاسيسنا المرهفة
لأنه وبِلمحة أصبح فَقط مغمورا
بجدية الدراسة بِتفاهة الأشياء
وكونه أيضا أصبح لصيقا بِكفي النادل
يآآه.. لوهلة كدت انسى أن الورق
يعاني مثلما يعاني قَرِينه
فَالحاسوب
كمحتل انتشل وظائفهم جزئيا
غيرأن الورق يختلف في الكتب
لم تفقد شعبيتها بعد
يبدو أنه يصلي كثيرا كي لايعتزل
الناس الكتب الورقية
ويستبدلونها بِأخرى إلكترونية
أتعلمون شيئا...؟
أعشق فلسفة الأشياء
أعشق أن أخترع قصصا والاما
ربما القلم لا يهتم أبدا
وربما الورق يدعو بِقرب التقاعد
هكذا أنا دائماأحب ان اتخيل الاهتمام
لأتجاهل الحقيقة المرة
بأنه لا أحد يهتم باحد بِالفعل
يآآآآآه عجِيب هو الحرف
يسيِربِك بين افكارك كمقطورة تمر سرِيعا
قَد لا تخلف أثرا
غير أنها تخلف في كيانك ضجة
لأنك منذ أمد وصمتها بِالصمت المطبِق
وقطار الحرف بعثرها بِشدة وبعثرك الحرف
يتوقف فكري وباتساع يحتلني الصمت
بعد هدِير الحرف يعود الصمت مطبِقَا
فَأتساءل
أهو هدوء ما قبل العاصفَة
ساخبركم بِسرأنا أحب حرفي كثيرا
رغم خيانته لي في لحظات
كنت أحوج فِيها إلى الكلام
هو طفل ربيته صغيرا
وراقبت تعثره ونجاحاته
بِفخر أُم وحنو أب
وكثيرا ما دافعت عنه بِتعصب اخوة
الحرف.. هو حفر.. بِتغير الترتيب
كل ما يتقنه هو النبش في أراضي إِحساسنابِعمق
أخشى كثيرا هذا العمق لأنه يفضحني كثيرا
وأنا اعتدت الكتمان
معظم أحرفي التي تكشفني لا أستطِيع نثرها أبدا
لأنها.. أنا
والأنا..بِالنسبة لي شيء مقدس جِدا
لا يجب أن أنتهكها بِحرف
لَكن الحرف..خدعني مجددا
يبدو أنه كان متعطشالمشاعري
حد الارتواء
وأنا..بِكلِ.. استسلام..انهمرت
حرر في 2 / 6 / 1433هـ

شيئا ما بداخلي قد انكسر

نصمت كثيرا وننزف كثيرا
وقليلا مانصرخ ونقول
الآآآآه
يدمع القلب ينفطر ألما
ويمطر على الاوراق حزنا
ينخر بأعصاب مشاعرنا
ليبعثرنا فوق السطور شجنا
نبتسم ابتسامة بلهاء لنهزم مواجعنا
ونخفي خلفها
ألف آهٍ وآه
كلما اخمدت ثورة ظنوني
يشعلها فتيل آخر يذوّبني

شمعة تحترق بهدوء
بين اروقة حيرة سرمدية لاتنتهي
تبا للظنون وتبا لحيرتي
وتبا لفتيل يشعلني حريقا كلما هدأت
وتقذفني بعيدا على شواطيء النسيان
مجروح نبض روحي
ايقظته دموع اشاحت ماتبقّى بقلبي
من اشياء ظننتها حقيقة فوجدتها سرابا
سراب زلزل من تحت اقدامي دربا
 احرقته نيران خطواتي المبعثرة
واحالته الى اشلاء ورماد

ماعدت ألمح بعيون حلمي سعادة اللقاء
ولاعادت الصدفة تهاديني تلك النشوة
التي كانت تحلّق بي بعد طول انتظار
لأسافر معه على شراع السحاب نقبل
جبين القمر ونقطف نجوم السماء
فقدت معه الاحساس بالاحتواء
وتلاشى من حضن قلبه دفء الامان
الذي طالما تمنيته
كم بات الوهم يصوّر لنا الاشياء
وكأنها قريبة منّا وماهي إلا زيف وخواء
كل ماتبقى مني بقايا مشاعرحزينة
سقطت من جعبة روحي
فتهشّمت كالزجاج وصارت فتات بللتها دموعي
لملمتها بأنامل جروحي وألقيت بها
من نافذة قلبي وشكرت ربي
على انّه لم ولن يعرف كم احببته
في صمت
وكم كان احساسي به شلال من طهر
وشفافية ونقاء
طويت اوراق حلمي الذي عشته
بيني وبين نفسي
لأبدأ رحلتي مع الحياة بدونه
فما قيمة الحب المحفوف بالاشواق
عندما يتوارى كالرياح خلف جدار مكسور
حرر في 2/ 6 /1433هـ




بدعة أحدثها الناس في تعاملهم مع القرآن


أحدث الناس بدعاً كثيرة في تعاملهم مع القرآن
ما أنزل الله بها من سلطان
ومنها على سبيل المثال:

1- قراءة القرآن على الموتى لا سيما سورة (يس)
مع أن الله عز وجل يقول فيها
(إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا).

2- قراءة القرآن في المآتم في مجالس العزاء.

3- المبالغة في التغني بالقرآن حتى يقرأ
على قوانين الأنغام والألحان.

4- قراءة القارئ يوم الجمعة قبل دخول الإمام
في الجامع والناس يستمعون.

5- قراءة القرآن بصوت جماعي بعد الصلوات
الخمس أو بعضها.

6- إعداد الولائم وإقامة الحفلات لختم القرآن الكريم.

7- التزام افتتاح الطابور الصباحي في المدارس
بقراءة القرآن.

8- كتابة بعض الآيات في الحروز والطلاسم
التي يكتبها المشعوذون.

9- ترديد عبارات الاستحسان والإعجاب
كلما سكت القارئ.

10- أخذ الأجرة على قراءة القرآن.
ولا يدخل فيه أخذها على تعليم القرآن.

11- افتتاح دور خاصة للرقية بالقرآن الكريم.

12- تكرار سور معينة في الدقيقة الواحدة كسورة الفاتحة أو آية الكرسي

 وهذه البدعة ظهرت بسبب انتشار النشرة
التي تقول

(تستطيع في الدقيقة الواحدة أن تقرأ كذا
أو تذكر الله كذا).

13- كتابة الآيات على جدر المساجد بقصد
الزينة أو كتابتها
أو تعليقها في البيوت أو على السيارات
أو على الأجساد أو وضعها
في الملابس وجعلها حروزاً وتمائم لعموم
قوله صلى الله عليه وسلم
(إن الرقى والتمائم والتولة شرك).

والدليل على ما تقدم كله قوله صلى الله عليه وسلم
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
متفق عليه.

فكل عبادة لم يرد دليها في الكتاب والسنة
فهي بدعة سواء
كان الابتداع في جنس العبادة أو مكانها
أو عددها
أو زمانها أو مقدارها أو سببها.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
" لا عذر لأحد في ضلالة
 ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه
حسبه ضلالة
 فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر"

قال البربهاري رحمه الله معلقا "وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما
أمر الدين كله وتبين للناس فعلى الناس الاتباع"

قال البربهاري رحمه الله "اعلم أن الخروج
عن الطريق على وجهين:

- أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق
وهو لا يريد إلا الخير فلا يقتدى بزلَلِه فإنه هالك.

- ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله
من المتقين فهو ضال مضل
شيطان مريد في هذه الأمة, حقيق على
من عرفه أن يحذر الناس منه
ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك"

الأربعاء، 18 أبريل 2012

واطفئت شمعة

تنهدت وسادتي
وأخفت صوت دمعي
كل ما حولي يخنقني بصمته
حتى صمتي
كنت أرحل فيما أقرأ
وتسرقني الأحداث لعالمها
أما اليوم أقرأ وانا اجهل ما أقرأ
وتسرقني الدموع
دع عنك التعب يا سيد القوم
دعه لي فانا اعتادت اكتافي
حمل أطنان من التعب
لم اعد اعلم كيف شكل شفاهي حين تبتسم
فالجراح ملئت عيوني وأندت قلبي
همسات أناملي تغفي بحنانيها
مروج شعره المخضب بأمنيات حب
لاصوت له ..لاحظ له .. لا أرض له
أي دمعة بريئة سلبها الحب
هنيهة هجوع تتسول من أنّاة الليل
عود ثقاب لاأكثرلبعض نور
أشعل بها شموع ودموع
ءأذن بها لألسن الليل
أن تغير بخناجر الغيرة
ممزقة دثارالحلم
جرت الرموش سبايا
لواد مجهول
كنت عشقا موجودا في حياتي
وكنت أعتقد أنك ستبقى شمعة حياتي
ولــكــــن
يوماعن يوم بدأت شمعتي بالإحتراق والذبول
واحترقت معها جميع أوراق حبي لك
نتيجة أحاسيسك الباردة الزائفة
وعدم مبالاتك بحبي
ووضعك لي في زاوية كتذكار بسيط
لم أتخيل أنني سأرى أحلامي تنهار
ولم أكن أتوقع أن هذه الشمعة
ستنطفئ يوما ما
ولكن إتخذت قراري
سأطفئ هذه الشمعة بنفسي 
 حتى لا تحترق أكثر
نعم سأطفئهآ وللأبد
حرر في 26 / 5/ 1433هـ

تنهدات الدموع

سلام عانق الورد بــ العود
مساكم/صبـاحكم معطّر بدهن العود

على ضوء الشموع الدموع أجمل
الحزن أرق ..الشوق أضنى
والليل يطول على همس الدموع
الشموع تبكي بعناقيد كروم
تتلألأ ..تتساقط ..تحتضن
تنهدات الدموع
أحتاج لهواء يدخل رئتي
أحتاج لمعجزة تطرد الخوف من قلبي
أحتاج أن تكتب أناملي حرفي وتمسح دمعي
كم تزعجني نقرة قلمي على الورق
يتوعدني ... يتحداني
يربكني ... يسجنني
بزنزانة الأرق
كيف أتحمل رؤية شموخي
عزتي سمائي جنتي منامي
ويقظتي يظهر من معنونة أنثى
كيف أتحمل كيف؟
كيف أتحمل سرقة أماني
وافتتاني وهدم مابنيت؟
من يدرك عقلي قبل انفجاره ؟
من يدرك مستقبل حبه
وجنة أحلامه إن لم يراها من قبل؟
من سيضع نقاط  ؟
وهل ان تبادلنا الأدوار ؟
أستكلف نفسا بسؤالك من؟
أم تقول أنك شرقي وترمي
خلف ظهرك ألف من
من سيعد جراح من
ويغفيها لتأمن شر من؟
أريد قلبي البريء الذي يشعر
بقبلة الأرض لقدمي الحافية
والذي تضحكه نسائم الغبش حين أداعب
أداعب بأنفي ندى وردة زاهية
وحين أوقظك بعش وأزقزق صباحك
بهديل حمامة وهذا اغلى ماليَّ
حرر في 25 /5 /1433هـ

الاثنين، 16 أبريل 2012

عذراً لقسوة النص

وتـر مقطوع من معزوفة حب لم تكتمل
ودندنة فوق سطورالشوق
معلنة رحيل الحنين إلى كهف
 " الصمت "
ك يبني ضريح ل روح مقيدة
قطع الوتر لتبقى مقطوعتي تدندن
على شواطئ النسيان
تاريخ يحتضر
مزقت الارواح بين .. كل كيان
فَأصبحت ك الأجساد العارية
تبحث .. عن قطعة كساء مكللة
ب رائحة الأَمان
ستبقى منا
رسالةَ
أهملت بِين الأوراق
لتصبح شاحبة اللون
يعتليها الصفار لتبدأ بالاحتضار
مقبلة .. غطاء التابوت
معلنة بِدايات النهايات
مذيِلة بِعبارة .. قلوب قَيد الانعاش
قَد نكون مختلفون في كثيِر من الأمور
لَكن
نبقى متشابهين في شيئ وأحد
وهو النهايات
فنرحل في صمت يمزقنا 
بالم يعتصرنا دونما أسباب
تلك هي الحياة
لا تحتمل أن يكون هناك عقول
تحمل سفاسف الأمور
أو بِالعمر كبيرة وبالعقول صغيرة
كثيرا ما ننعت بالغباء
لكن رغم هذه الصفة
الا أننا وجهنا في دروب الحياة
اناس .. كان الكَذب قناعا لَهم 
سلكوا دروبنا وأمطتوا ظهورنا
وظاهريا كنا الخاسر الاكبر
 لكن  
في الحقيقةربحنا نقاء قلوبِنا
 وفوزنا بِكبرياء
فَالكذب وأقنعته سيسقط يوما
كسقوط الماء من أعلى الى أسفل المنحدر
ملوثا بِطينِ الأرض
اشتياق
هناك حقا من يستحقون الاشتياق
وهناك أيضا من يموت من قوة الاشتياق
ولَكن هناك من يستحقون أن نجهض
جنين الاشتياقِ لَهم قَبل أن يرى النور
شكرا أيها الزمن فقد جعلتني أتعامل معهم
بِجميع أساليبهم ومختلف عقلياتهم
" الساذجة "
تَقذفنا رياح الى أرصفة الزمن
لكن .. سرعان ما تلَملمنا
لتنثرنا رذاذ عطر
عندما تحين لحظة الاشتياق
وتبقى دموعناالسبيل الوحيد
لنغفوا بِراحةمن عناقِ التفكير
إختناق هي الحياة من دون قَناعاتنا
فنقبع بِفقاعة خاوية من الأكسجين
ننتظر منهم ..لَحظات اهتمام 
الى أن نصل الى لَحظة اختناق
من فرط فقدهم
حرر في 22 / 5 /1433هـ

الأحد، 15 أبريل 2012

ما معنى قوله تعالى : ( و اتّقوا الله و يعلمكم الله ) ؟‎

سؤال : ما معنى قوله تعالى :
( و اتّقوا الله و يعلمكم الله ) ؟

 
الجواب : يعني أنّ الله ينير بصائر أهل
التقوى فيفقهون في الدين
( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )
فبالتقوى يهيّأ الله للإنسان حسن الفهم
وحسن الإدراك فيفهم معاني القرآن
ومعاني السنة ,طبعا يرجع إلى السنة يوفقه
الله تبارك و تعالى ,ومن توفيق الله له
و تعليمه له أن يوفقه للأخذ بالسنة
والفقه فيها وتدبر القرآن
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
ومن لم يرد الله به خيرالايتفقه ولا يصل إلى هذا
هذا ما عنده تقوى الله عزّ و جلّ
ففرق بين الأتقياء و بين المتكبرين المعاندين
الأشقياء ؛ هؤلاء لايفقهون ولا يستفيدون
( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )
هذا جعل الله في قلبه نورا
( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله و آمنوا برسوله
يجعل لكم كفلين من رحمته و يجعل لكم
نورا تمشون به و يغفر لكم )
فالله يعطي صاحب الحقّ والمتّقي
يعطيه بصيرة ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله
على بصيرة ) فيسهل عليه فقهه في الدّين
ويدرك معاني النصوص ؛يعني يأخذها
من طرق شرعية ليس إلهاما و فيضا
كما يقول الصوفية ويحتجون بالآية هذه
على الفيوضات الربانيّة و على الأخذ
من اللوح المحفوظ ؛هذا إلحاد
أما معنى الآية فهو هذا ؛أنّ الله يوفق هذا الإنسان
ويعينه و يساعده و يفتح عليه 
 يفهم القرآن , يفهم السنة , يحفظ القرآن 
 يحفظ السنة , يأخذ بالأسباب ويوجهه الله
لأسباب الخير فيستفيد من هذه التقوى
, ليس كما يقول الصوفية إنّه يأخذ
من اللوح المحفوظ

فهمت أيّها السائل ؟
الصوفية يغالطون في معنى هذه الآية
و يضلّون و يضلّون فيظنّ الناس أنّ كشوفات
عندهم و اللوح المحفوظ وفيوضات شيطانية !

إحتمال الأذى‎

بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ عليكم و رحمة الله و بركاته

قال الله تعالى: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ
عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(آل عمران:134).

وقال تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ
لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
(الشورى:43) .

وفي الباب :
الأحاديث السابقة في الباب قبله
1/648- وعن أبي هُريرة رضي الله عنهُ
أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعُوني، وأحسن إليهم ويُسيئون إليّ 
 وأحلمُ عنهم ويجهلون عليّ!
فقال :" ((لئن كُنتَ كما قلتَ فكأنما تُسفهم المل
 ولا يزالُ معك من الله تعالى ظهيرٌ
عليهم ما دُمتَ على ذلك))
رواه مسلم. وقد سبق شرحه في
(( باب صلة الأرحام)).
الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
باب الصبر على الأذى الأذى:
هو ما يتأذى به الإنسان من قول
اوعمل أو غير ذلك، والأذى إما أن يكون
في أمر ديني أو أمر دنيوي
فإذا كان في أمرٍ ديني بمعنى أن الرجل
يؤذى من أجل دينه ، كان في هذا الصبر
على الأذى أسوة بالرسل الكرام صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين؛
لأن الله يقول : (لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا
عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا)
(الأنعام:34)،
أوذوا حتى أتاهم نصر الله عزّ وجلّ.

والإنسان إذا كان معه دين، وكان معه أمرٌ
بالمعروف ونهيٌ عن المنكر فلابد أن يؤذى
 ولكن عليه بالصبر، وإذا صبر
فالعاقبة للمتقين ، وقد يُبتلى المرء على قدر دينه
 فيسلط الله عليه من يؤذيه امتحاناً واختباراً
 كما قال الله تعالى:
(َمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ
جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )
(العنكبوت:10)
يعني إذا أوذي في الله من جهة دينه
وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر
ودعوته للخير، جعل هذه الفتنة كالعذاب
 فنكص على عقبيه والعياذ بالله.

وهذا كقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ
عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ
وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)
(الحج:11).
يعني أن بعض الناس يعبد الله على طرف
وليس عنده عبادة متمكنة، فإن أصابه خير
ولم يأته فتنة ولا أذية استمر، مشى وأطمأن
 وإن أصابته فتنة من شبهه أو أذية أو ما أشبه ذلك
انقلب ذلك ؛ انقلب على وجهه-
والعياذ بالله- خسر الدنيا والآخرة.
فالواجب الصبر على الأذى في ذات
الله عزّ وجلَّ
وأما الأذى فيما يتعلق بأمور الدنيا
ومعاملة الناس؛ فأنت بالخيار إن شئت فاصبر
 وإن شئت فخذ بحقك، والصبر أفضل
 إلا إذا كان في الصبر عدوان واستمرار
 في العدوان، فالأخذ بحقك أولى.
ولنفرض أن لك جاراً يؤذيك؛ بأصوات مزعجة
أو دق الجدار، أو إيقاف السيارة أمام بيتك
أو ما أشبه ذلك، فالحق إذاً لك، وهو لو يؤذك
في ذات الله، فإن شئت فاصبر وتحمل
وانتظر الفرج، والله سبحانه وتعالى
يجعل لك نصيراً عليه، وإن شئت فخذ بحقك
 لقول الله تعالى:
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (الشورى:41)
ولكن الصبر أفضل ما لم يحصل بذلك زيادة
عدوان من المعتدي ، فحينئذٍ الأفضل أن يأخذ
بحقه ليردعه عن ظلمه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله آيتين سبق الكلام عليهما
 قوله تعالى :
( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(آل عمران:134).
 وقوله (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43) .
ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه
في رجلٍ قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
 إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم
ويسيئون إلىَّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليَّ
 يعني : فماذا أصنع؟
فقال النبي صل الله عليه وسلم :
( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل
 ولا يزال لك من الله تعالى ظهيرٌ عليهم
ما دمت على ذلك) يعني ناصر
 فينصرك الله عليهم ولو في المستقبل.
لأن هؤلاء القرابة والعياذ بالله يصلهم قريبهم
لكن يقطعونه، ويحسن إليهم فيسيئون إليه
ويحلم عليهم ويعفو ويصفح ولكن يجهلون عليه ويزدادون، فهؤلاء قال النبي صل الله عليه وسلم : ( فكأنما تسفهم المل)
المل: الرماد الحار، وتسفهم : يعني تلقمهم
إياه في أفواههم، وهو كناية عن أن هذا الرجل
منتصرعليهم.

وليس الواصل لرحمه من يكافئ من وصله
ولكن الواصل حقيقة هو الذي إذا قطعت
رحمه وصلها، هذا هو الواصل حقاً
فعلى الإنسان أن يصبر ويحتسب
على أذية أقاربه وجيرانه وأصحابه وغيرهم
 فلا يزال له من الله ظهيرٌ عليهم
 وهو الرابح، وهم الخاسرون،
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح
في الدنيا والآخرة
- شرح رياض الصالحين
- للشيخ العثيمين