الأحد، 11 أكتوبر 2009



كلام من ورق .....
ذات يوم وبعد منتصف الليل حيث هجع الجميع وأرخى الليل أذياله،
راودتني أفكار كثيرة ، لم أتردد بالكتابة كعادتي فسحبت ورقة بيضاء
فأحدثت الورقة حفيفا و خشخة غير معهودة،وكأنها تزغرد فرحا طويتها
على طاولتي الخشبية القديمة قدم أيامي الخوالي فداعبها نسيم الليل
فوقفت على حافتها كأنها ترقص طربا أو كأنها تريد أن تقول لي شيئا ما،
تأملتها حاولت أن استمع لها،قالت: بتهكم شديد أخيرا تحننت علي وداعبت
يداك أطرافي، منذ زمن وأنا انتظر هذه اللحظة خشيت انك نسيتيني،،،
انتظرت بانبهار بالغ هذا الحديث والنجوى، فأسهبت في القول:،,,,
إني احسد أدواتك كتلك التي تسميها كي بورد، تترفقِِي عليها كثيرا
وتلاطفيها وتتركي بصماتكِ عليها، تمنيت أن هذه الأزرار تتعطل،
أن تتجمد فلا تعود تزعجني بصوتها ،تمنيت هذا كله لتعودي تكتبي
على وجنتي احاسيسك المرهفة، صمتت قليلا فقلت في نفسي نعم منذ أمد بعيد
لم اكتب بالطريقة الكلاسيكية القديمة،قالت ربما لأنك ظننت انك تستطيعي
أن تستغني عن خدماتي،وكأنها سمعت حديث نفسي، صرخت في وجهي ،،
حياتك كلها ورقة، عندما بزغ فجر يومك الأول في هذه الدنيا ،سجل هذا اليوم
على ورقة فكانت شهادة ميلادك، التي تحفظهيا الآن في مكان امن ،
ولم تضطر أن تضعي عليها باس وورد ولا كي كود،تنتهي حياتك
كلها وتبقى هذه الورقة لتقول كان هناك إنسانا موجودا،
لقد احتويت تاريخك الطويل، فقليل أن تضميني بيديك كوردة تفوح شذا
يعبق فيه تفاصيل حياتك وأمالك،تمنيت لو أنها تسكت قليلا أو تعطيني
بعض الوقت لأسعف نفسي بإجابة تخرسها، لكنها أبدا بقيت شامخة
بكل تحدي وأنا انظر إليها باستهجان، كدت من فرطه أن اكرمشها اطعجها
والقي بها بعيدا عني، استنطقتها ثانية ، فقالت، حتى شريك عمرك،
لم تكتفي بان تجعل الحب فقط عهد زواج بينكما،بل إنها وثقت
عهدك بين أضلعي، فكانت شهادة زواجك،و لم تكتفي أنت أيضا بالحب شاهدا،
ولا حتى بكلمته عهدا أو ميثاقا،بل وثقت أمرك وجلبت شهودك وخطوا كلماتهم
وتواقيعهم، واحتفظت بورقتك هذه كباقي أوراقك، وحفظتها خزائن القوانين وأدراجه،
وبعد هذا كله تتجاهيلني أمد هذا مقداره،تأملت كلامها منطقها،
أن فيه بعدا لم أفكر به من قبل، وفيه غرورا لم اعهده بأجمل رجل
في هذا الكون، أرحتها قليلا فلقد طال وقوفها،وأحدثت فرقعة وقرقعة اشد من الأولى،
فعرفت أنها غضبت،قالت انتظري ولا تقاطعيني لم أكمل بعد،
قالت قبل أيام كنتِ تبحثين عن عمل ولم تكوني تبحثي
عن ورقة كما هو اليوم، فأسعفتك أنقذتك من عبء السؤال
عندماهزرأسه صاحب العمل وقال حسنا أرفقي لي شهادتك العلمية،
أتذكر يومها كم كنتِ متلهفة للبحث عني ، لكني لم اختفي لم اهرب،
فكنت حاضرة بين يديكِ كدت تقبيلنني، فمنعك كبريائك،
وها أنتِ اليوم تصف مكاشفتي لك بالكبرياء،تمنيت لو أنها تذكرت
رسائل حبيبي المعطرة والمزينة بالورد لكنها ضربت صفحا عن هذا الأمر
أهي الغيرة أو التشفي بي، أمسكتها بكلتا يدي جعلتها قريبه أكثر مني كنت أريد
أن أتحسس نبضها القوي بين أصابعي، سهوت للحظة في حوارنا الغير عادي
فسقطت مني كدت أدوسها بحثا عنها تحت طاولتي،
قلت في نفسي لو كان لها يدا لصفعتني، التقطها والأسف مني يكاد يقفز
إلى صفحتها البيضاء والتي لم اسكب بعد أفكاري عليها،
كنت أريد أن اعتذر لها ،،،،لكنها حتى للاعتذار لم تعطي فرصة،
قالت متأوهة متنهدة وكانني خدشت كبرياءها قالت ارايتِ في لحظة تركتيني
وأسقطيني قريبا من حذاءك، لكنني لست هكذا،
لن اجرح كبريائك عندما تسقطي في حفرتك وينتهي نبضكِ،
من غير أن تودعني، سوف تسجل هذه الحادثة ويسود بياضى
لأعلن الحداد على رحيلك،سيكون يوم اسود لن أنساه ستصبح في طي النسيان
حتى من اقرب الناس إليك، لكنك ستبقين موجودة في ذاكرتي، ولن احتاج لوداعكِ،

0 التعليقات: