للخيال عدة مكونات
إذا مزجتها .. نتجت أجمل اللوحات
و لربما تعدت ذلك
و تم بناء أقوى الأسلحةِ على الإطلاق
و من منظوري هاهنا
أسرد ما بين يدي من موادٍ خام لأحدث خيالاتي
أولا : شمعة فوق شمعدان .. قد جارعليها الدهر
وانحرقت بنار الزمان
ثـانيا : ساعة أثرية .. تشـيرعقاربها إلى الثانية
وبضع جزيئاتٍ من الساعة
ثـالثـاً : كأس ماء لم يعد مملوءاً بعدَ الآن
رابِـعا : خلفية مزجت بين الروعة والغموض
خـامسا: كتابان .. صنعا من ذاتِ الخام الذي صنعت
منه الطاولة ذاتها التي تحمل كل ما تم ذِكره آنفا
كـل ليــلة
كل ليلة .. و في نفس الوقت مساءً
أَتربع فوق مقعدي الخشبي .. خشب متهالك
قد جار عليه الزمن
أتشبت بطاولتي
أُمسك ريشتي .. و أهيئها
فقد حان موعدي مع الخيال ..!
ترتعش أناملي
أَرتشف بعضا من الماء
أمسك ورقتي ..أمزقها وألقي بِها بعيداً
وأَعود لتناول ورقة أخرى
عَلها تكون المناسبة لاحتواءِ آهاتي
أفراحي و أحزاني ذِكرياتي .. أيام عمري
و بعض أسراري ..!
أَعود فأرتبك .. فلا فكرة لدي عما سأكتبه اليوم
أناظر ساعتي العتيقة أمسح عنها غبارَ النسيان
و أتأملها طويلاً .. و ألاحظ
أن عقاربها أبت الحِراك ..!!
أمسك بكأسِ الماء مرةأخرى ..وأعود فأرتشف
كمية المياه المعتادة
وأقررالبدء في تقليب دفاتري..علها تساعدني في إيجاد
التائه من كلماتـي
لح ــظة التأمـل
أتوقف لوهلة
و أراقب ما حولي من مناظر غامضة
سراج شمع ينيرذات الأفكارِ المتبعثرة
هاهنا..أطلـق العنان لخيالي
أخرج من حالتي الهستيرية
و أبدأ بنسجِ حروف قصصي اللامتناهية
و أَنغمس في جَلابيب خيالي و أَخط أجمل الألفـاظ
و أعذب الكلمات .. و أروع التعابير
أستمر في كتاباتي
و أشاهد ساعتي كل فترة و أتيقن بأنني أملك متسعـا
من الوقت لأكمل خاطرتي..!!
تفرق مشاعري .. و اختلاط أفكاري
أشعر بالتعب .. بالهلاك .. فقد مرت علي بضع ساعات
كأس الماءِ هو ملاذي
أرتشف منه مرة أخرى
سحقا ..
فكأس الماء يأبى النفاذ..ينقطع حبل أفكاري
وتتوقف يدي عن الكتابة.. قدنفذت جميع أفكاري
و تاهت كلماتي
ماذا أفعل .. مازال لدي الكثير من الوقتِ
حتى الصباح
فالساعة وعقاربها تؤكد بأنها مازالت تشيـر إلى الثانية
بعد منتصف الليل ..!!
أتأمل جدرا غرفتي
علني أجد فيها ما يتم وصفه .. أو أشاهد كلماتي تلتصق
على أطرافها
سحقا .. مرة أخرى
جدارغرفتي تائهة أكثر من كلماتي
بل مظلمة كأنها جدار كهف
أجري بحثا سريعا عن حروفي في ثنايا عقلي
و أبحث ضمن حدودي شرياني .. و أستمر في البحث
فلا أجد شيئا
بدايـة .. النهايـة
أستسلم
و أقف عاجزة أمامَ صعوبةِ الموقف .. وجل ما أفكـرفيه
هو المتسع الكبير من الوقت حتى الصباح
أعيد تشكيل جلستي
و أتشبت جيدا بقلمي
و أجلِب ورقة جديدة
و أستعد لإسقاطِ حروفي عليها .. و أهم بالكتابة
و فجأة ..يطل علي نور خافت
يخترق نافذتي .. و يحارب ظلمة غرفتي
يصيبني بعض الفضول لمعرفة مصدرالضوء
فأقوم نحو النافذة المغبرة لأشاهد من خلالها ما يحدث
و سحقـاً
خرجت الشمس من مخبأها .. و أعلنت بزوغ فجر جديد
و قدوم صباح يحمل في طياته أحداثا كثيرة
اشد على قلمي فأكسره
أثورغضبا.. فلم أنم طيلة الليل وأخرج آهاتي المتتابعة
فقد قامت عقارب الساعة بلدغي.. واعودفأتذكر
بأن الساعة مجرد آلة تآكلت بمرورالزمن
وأعزم على البدأ
بتنظيم وقتي .. والعمل على ترتيب الفوضة
من حولي
كالعادة ...!!
والنهاية!!
كأس ماءِ قدعاندني .. وعقارب ساعة قد سلبتني
و مـاذا بعد .. هـل أتريث قدوم أكفاني
أم أتجمل بأمل .. قد عانى خطايا حرماني
أم أحمل بقايا أحزاني
و أستسلم لكأس المرارة فوق أكتافي
و مازلت أؤمن بعبارتي
(( الخيال .. سلاح هذا الزمـن
رب شخص أحسن استخدامه ))
حرر في23/3/1431هـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق