الجمعة، 2 أبريل 2010

امي,,امي,,امي


أمي
أكبر وأنا عند أمي صغيرة
وأشيب وأنا لديها طفلة
هي الوحيدة التي نزفت من أجلي
دموعها ولبنها ودمها

كم غسلتِ وجنتيكِ بالدموع وكم عفتِ المنام
وكم ودَّعتِ الرُّقاد يوم مرضت
حملتـِني بين الضلوع أيام الآلام والأوجاع
ووضعتـِني مع آهاتك وزفراتك
وضممتِـني بقبلاتك وبسماتك
لا تنامي أبداً حتى يزور النوم جفني
ولا ترتاحي أبداً  حتى يحل السرور علي

إذا ابتسمت ضحكتِ ولا تدري ما السبب
وإذا تكدّرت بكيتِ ولا تعلمي ما الخبر


 

تعذرينني  قبل أن أخطئ
وتعفي عني  قبل أن أتوب
وتسامحيني  قبل أن أعتذر
ليتني أغسلُ بدموع الوفاء قدميكِ

وأحمل في مهرجان الحياة نعليك
ليت البأس إذا قصدكِ يقع عليَّ

روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ


أمّاه

أقف عاجزة عن إعادة شبابك
الذي سكبتِه في شبابي

وإرجاع قوّتكِ التي صببتِها في قوّتي

أعضائي صُنِعت من لبنكِ
ولحمي نُسج من لحمكِ
وخدّي غُسِل بدموعكِ
ورأسي نبت بقبلاتكِ
ونجاحي تم بدعائك
يا أمي
أرى جميلك يطوّقني 
فأجلس أمامك خادمة صغيرة
لا أذكرتفوّقي ولا إبداعي
ولا موهبتي عندك
لأنها من بعض عطاياكِ لي

أشعرُبمكانتي بين الناس وبمنـزلتي
عند الأصدقاء
وبقيمتي لدى الغير

لكن إذا جثوتُ عند أقدامكِ
فأنا طفلتكِ الصغيرة
وابنتكِ المدلّلة
فأصبح صفراً يملأني الخجل
ويعتريني الوجل
فألغي الألقاب وأنسى المدائح

لأنك أمي وأنا ابنتك
ولأنك سيّدتي وأنا خادمتك

ولأنك مدرسة وأنا تلميذتك

ولأنكِ شجرة وأنا ثمرة

ولأنكِ كل شيء في حياتي
فأذني لي بتقبيل قدميكِ

والفضل لكِ يوم تواضعتِ وسمحتِ لشفتيّ

أن تمسح التراب عن قدميكِ



حرر في 17/4/1431هـ 





0 التعليقات: