الخميس، 20 أكتوبر 2011

ياطائر الفينيق كم تؤنس القلب أسفارك

الطيور وحدها تستطيع أن تقول كل ماتشاء
لأنه ليست ثمة سليمان جديد يفهم منطقها
عند لقاء الأرواح يطير طائر الشوق وينتفس
بين احضان شروق الشمس
ولكن هل هناك من يفهم منطق القلوب
كثيرا ما تدق قلوبنا تدمع أعيننا
وتنبض أيدينا لأشخاص نكن في قلوبنا لهم
همسات حب أو عتاب
وأحيانا بعض من الحقد و الكره
بعضهم داوى الجرح وبعضهم زاده
و تلك المشاعر حركت فينا بعض الصمت
وأثارت بعض الغموض
بعضهم حاولنا أن نجد أنفسنا فيهم
وبعضهم كانوا أنفسنا بذاتها
تعبت من غربة قلبي والأحزان
فركبت قطار الهوى والزمان حقيبتي
مسافرة أزف إليك أقصى محبتي
أسابق الطير المهاجر في كبد السماء
ويفحم الطير وروحي في هواك لا تفحم
ياطائر الفينيق كم تؤنس القلب أسفارك
وكم من فضاء قطعت في ترحالك
أجاريك شوقاً للبحث عمن سكن أوطاني ..؟
وإني بالهوى متيم وأخالك مثلي
غير أن بحثك طال عن أوطانك ..؟
إن زرت قبلي لأوطاني بلغ سلامي مرفرفاً
وخبر بأن الوجد أضناني
لم يبقي إلا أنين قلب المساء
وحطام آمال الزمان تناثرت
بزوايا الجسد الممزق على طيات الفؤاد
وفرقة الأحباب ألام لا تهدأ أبداً
على شرفتها جمعت أحزاني
لعلي أحرقها بلحظة لقاء و وفاء
وبعد طول غياب التقينا أنا وهو
وبقايا الذكريات وحطام إنسان
أشبه بركام الرماد عاد
والملامح نفس الملامح
وإن كانت شاحبة ناديته بحبي
بعشقي و اشتياقي لكنه
لم يعد كما كان
لم يبقى بسطوري عطر
ولا نبع يروي ظمأ عطش وجوده
حان موعد رحيله
وبقينا كل منا يناظر الآخر
ويراودنا السؤال ذاته
متى نلتقي بعد هذا البعد
وفي نفسي أتحدث
لما هذا البعد القاسي بيننا
لما يقسى الزمان علينا
رحل بصمت وأنا أخفي دموعي بعيني
وأبكي بصمت
هكذا هي قصة الأمس بداخلي
هذ هي الحياة
ويجب علينا مجاراتها
قصة الأمس
يأس الماضي
وصمت الحاضر
وغرور المستقبل
فهذه هي الحياة
ان لم نسايرها نحن فمن سيسايرها سوانا
حرر في 22 /11 / 1432هــ

0 التعليقات: