السبت، 5 مايو 2012

عندما يتجمد الشعور بقمة الالم

ليس من السهل أن تشعر بـ أنك السبب في ألم شخص ما
وسيزداد الأمر سوءاً لو كان هذا الشخص عزيزاً عليك
شخص لم يمنحك سوى الحب وجعل لحياتك لوناً وطعما
شخص ترى فيه كل الأخلاق الرفيعة والسمات العالية

ولكنك دون أن تقصد تسبب له ألماً فظيعاً
والأدهى أنك تشعر بحزنه وتتألم لألمه
ولكنك مع ذلك لا تستطيع التخفيف عنه
فتكون أمنيتك الوحيدة في تلك اللحظات
انه لو كان باستطاعتك كسر الحواجز
وتخطي الحدود لتصل اليه
وتضمه لكَ لتخفف عنه ألمه الذي ألم به
وتمسح بيدك دموعه التي ذرفها بسببك
ولكنك تشعر بضعفك حيال هذا الأمر
فتبقى مكانك تُقاسي الألم والحرمان

ويؤنبك ضميرك ..وتشعر بغصة لمجرد
معرفتك بأنك جرحت شخصاً
أقل ما يُقال عنه أنه رقيق المشاعر
ولا يستحق منك هذا الأسلوب
والذي يزيد من عذابك أنك لم تكن
تقصد أن تسبب له تلك الآلام
فـ هو يعني لك الكثير الكثير
ولكنك تعجز عن إفهامه

فـ تخونك الكلمات وتهرب منك الجُمل
فلا تستطيع التعبير
ولا تجد سوى الصمت المُطبق في هذا الموقف
وفي قمة هذا كله تشعر بالأسى لـ إحساسك
أنك ربما تفقد هذا الشخص
فـ تبحث عن أي وسيلة لمنع
ذلك من الحصول

فـ تتمنى لو أن ما حدث ليس
سوى كابوس مزعج لا تلبث أن تصحو منه
ولكنك تصدم بأن الذي حدث
ما هو الا واقع مرّ لا مفر منه

فـ تقف وحيدا تبحث عن شخص يضمك
لـ يخفف عنك تلك المرارة ولكنك لا تجده
إما لأنه لا يوجد الشخص المناسب
أو لأنك لا ترغب بأن يتألم معك
فـ تتجرع مرارة الألم لـ وحدك

ويعتصرك الألم..فيقطع أحشائك
وتشعر بأن هناك صرخة مكبوتة
في أعماقك تريد الخروج
ولكنها لا تجد طريقها وسط أحشائك المتناثرة
فتبقى الآآه حائرة بداخلك تزيد من نزفك

وتراودك رغبة عارمة في البكاء
لتخفف عن نفسك عذابها
ولـ تغسل الدموع مرارة ذنبك
ولكن تعاندك الدموع فلا تخرج
وكـ أنها ساخطة عليك تريد لك العذاب
لـ تحسسك بعِظَم فعلتك

وفي النهاية تقف عاجزاً
فكل الطرق مسدودة في وجهك
وتحس بالكبت لتجمد الشعور بداخلك
وأنك في أي لحظة ستنفجر

فـ تبحث عن سبيل للتخفيف عن نفسك
دون أن تجلب العناء للآخرين
فلا تجد إلا الكتابة سبيلا لـ مرادك
ولـ ربما تضيق السطور بما تكتبه
أو يتجمد القلم عن إتمام ما بدأته

ولكنها في النهاية تبقى جماداً لا يشتكي
على أمل أن تكون استطاعت التخفيف
عما في نفسك
وعما في نفس شخص
مازلت وسـ تبقى تكن له شعوراً
بـالحب لا يوصف

0 التعليقات: