الأربعاء، 1 أغسطس 2012

ماهي المحبة التامة

لما كانت (المحبة التامة)
ميل القلب بكليته إلى المحبوب كان
ذلك الميل حاملاً على طاعته وتعظيمه
وكلما كان الميل أقوى
 كانت الطاعة أتمّ, والتعظيم أوفر
وهذا الميل يلازم الإيمان
بل هو روح الإيمان ولبّه
فأيُّ شيءٍ يكون أعلى من أمر يتضمّن
أن يكون الله سبحانه أحبّ الأشياء إلى العبد, وأولى الأشياء بالتعظيم, وأحق الأشياء بالطاعة؟!

(الرضى به رباً):
يتضمّن اتخاذه معبودًا دون ما سواه,
واتخاذه ولياً ومعبودًا وإبطال عبادة كل ما سواه,
وقد قال تعالى لرسوله: { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً }. الأنعام 114
وقال: { أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً }. الأنعام 14
وقال: { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ }. الأنعام 164

فهذا هو عين الرضى به رباً.
(الرضى بالله ربًا)
يتضمّن توحيده, وعبادته, والإنابة إليه
والتوكّل عليه, وخوفه, ورجاءه, ومحبته
والصبر له وبه, والشكر على نعمه
يتضمّن رؤية كل ما منه نعمة وإحساناً
(الرضى بالله)
أصل الرضى عنه
و(الرضى عن الله)
ثمرة الرضى به
* وسرّ المسألة: أنّ (الرضى بالله)
متعلّقٌ بأسمائه وصفاته

و(الرضى عن الله): متعلّقٌ بثوابه وجزائه
وأيضاً, فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم
علّق ذوق طعم الإيمان بمن رضي بالله رباً,
ولم يعلّقه بمن رضي عنه,
كما قال: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا
وبالإسلام ديناً, وبمحمدٍ رسولاً)
فجعل الرضى به قرين الرضى بدينه ونبيّه
وهذه الثلاثة هي أصول الإسلام التي
لا يقوم إلا بها وعليها.

 
ابن القيّم

0 التعليقات: