الاثنين، 17 ديسمبر 2012

القواعد العشر :في الإيمان بالقضاء والقدر عند حلول المصائب

القواعد العشر :في الإيمان بالقضاء
والقدر عند حلول المصائب
الحمدلله العليم الخبير ذو الحكمة في الخلق
والتدبير يخلق مايشاء ويفعل مايريد ، له الحمد
وعم فضله كل موجود والصلاة والسلام
على المبعوث رحمة للعالمين ؛محمد بن عبدالله
الرسول النبي الأمين ،وعلى آله وأصحابه
الصادقين الصابرين معه في كل الميادين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
اخواتي الحبيبات: اتقوا الله حق التقوى
فهي أساس النجاة وبها يحصل التفاضل
وبها ترفع الجباه ،وإن من أسس التقوى
التي عليها تقوم وبها تصح الأعمال
الإيمان بالأصول الستة التي أجمعت
عليها الشرائع ، ودلت عليها الدلائل في كتاب
ربناعز وجل وسنة المصطفى سيد الأواخر
والأوائل صل الله عليه وسلم
فقد جاء في التنزيل الحكيم :
(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون
كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق
بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا وإليك المصير )
 وجاء عن نبينا الكريم أنه قال في حديث
جبريل المشهور لما سأله عن الإيمان قال 
 ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) 
 وهذه الأصول الثابتة ، من فرط في ركن
منها فهو غير مؤمن وقد ضل عن سواء
السبيل ولا يقبل منه كثير ولا قليل مصداق
ذلك في قول ربنا الجليل :( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً )
أيتهاالحبيبات : حديثنا اليوم عن أصل
من هذه الأصول وركن من هذه الأركان 
 وهو متعلق بالإيمان بالله بل هو أساس إيمان العبد وتعظيمه لمولاه ألا وهو : الإيمان بقضاء الله وأقداره
 وهو علامة على صدق إيمان العبد وإحسان
ظنه بربه كما قال صل الله عليه وسلم :
(لايؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره
من الله وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه
وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه )
ومن آمن بما قدرالله وقضى عاش مطمئناً
مستقراً،ثابتاً مرابطا لا تزعزعه الفتن
ولا توهنه المحن ، نسأل الله أن يرزقنا
إيماناً صادقاً وعملاً خالصاً
وإن الإيمان بالقضاء والقدر يرسخ في الجنان
وتظهر آثاره على الجوارج والأبدان
إذا اهتدى المؤمن وعمل بما أمره الله ورسوله
في القرءآن والسنة ويمكن أن نجمل ما ورد
في الكتاب والسنة فيما يخص الإيمان بالقضاء
 والقدر عند حلول المصائب والنكبات
قال تعالى: كتب عليكم القتال وهو كره لكم
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون
[البقرة:216].
سبحان من وسع علمه كل شيء، سبحان
من جعل أمر المؤمن كله خير ولن يكون
العبد مؤمنا حتى يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره
فما الإيمان بالقضاء والقد؟
وما هي أنواع القدر؟
صفات المؤمن بقضاء الله وقدره؟
وما أثر الإيمان بالقضاء والقدر؟
أما القضاء لغة فهو:الحكم،
والقدر: هو التقدير.
فالقدر: هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه
والقضاء: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع.
وعلى هذا فالإيمان بالقضاء والقدر معناه:
الإيمان بعلم الله الأزلي، والإيمان بمشيئة الله
النافذة وقدرته الشاملة سبحانه
وينبغي أن نعلم :
أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع:
العلم، والكتابة، والمشيئة، والإيجاد
فالعلم: أن تؤمن بعلم الله سبحانه بالأشياء
قبل كونها، قال تعالى:
وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة [يونس:61]
والكتابة: أن تؤمن أنه سبحانه كتب ما علمه
بعلمه القديم في اللوح المحفوظ،
قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض
ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها
إن ذلك على الله يسير [الحديد:22]
والمشيئة: أن تؤمن أن مشيئة الله شاملة
فما من حركة ولا سكون في الأرض
ولا في السماء إلا بمشيئته،
قال تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله
[الإنسان:30].
الإيجاد: أن تؤمن أن الله تعالى خالق كل شيء
 قال تعالى: الله خالق كل شيء [الرعد:16]
لا يجوز لأحد أن يحتج بقدر الله ومشيئته
على ما يرتكبه من معصية أو كفر،
وقد أورد رب العزة ذلك في كتابه
 ورد عليهم فقال: سيقول الذين أشركوا
 لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا
من شي كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا
بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا
إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون
[الأنعام:148]
فلا يصح أن يقول أحد : كتب الله علي أن أسرق
فأنا ذاهب لتنفيذ قدره، فهل اطلع على اللوح
المحفوظ فقرأ ما فيه.
إن على العبد المؤمن حقا أن ينفذ أوامر الله
وأن يجتنب نواهيه وليس المطلوب أن يبحث
عن كنه مشيئة الله وعلمه فذلك غيب ولا وسيلة إليه.
وعقولنا محدودة والبحث في ذلك تكلف لم نؤمر به
 بل قد جاء النهي عنه. يقول الإمام الطحاوي رحمه الله: وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان. وفي الحديث:
(خرج علينا رسول الله ذات يوم والناس
يتكلمون في القدر، قال: فكأنما تقفأ في وجهه
حب الزمان من الغضب، فقال لهم:
ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟
بهذا هلك من كان قبلكم))([1]).

وأما أنواع الأقدار: فلقد قسم العلماء الأقدار
التي تحيط بالعبد إلى ثلاثة أنواع :
الأول: نوع لا قدرة على دفعه أو رده ويدخل في ذلك نواميس الكون وقوانين الوجود، وما يجري على العبد من مصائب وما يتعلق بالرزق والأجل والصورة التي عليها وأن يولد لفلان دون فلان.
قال تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
[يس:38]
كل نفس ذائقة الموت[آل عمران:185].
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم
إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير [الحديد:22]
ومن ثم فهذا النوع من الأقدارلا يحاسب عليه
العبد لأنه خارج عن إرادته وقدرته في دفعأو رده.
الثاني: نوع لا قدرة للعبد على إلغائه ولكن في إمكانه تخفيف حدته وتوجيهه ويدخل في ذلك الغرائز
والصحبة، والبيئة، والوراثة.
فالغريزة لا يمكن إلغاءها ولم نؤمر بذلك
وإنما جاء الأمر بتوجيهها إلى الموضع الحلال،
الذي أذن الشرع به وحث عليه وكتب بذلك الأجر للحديث:(وفي بضع أحدكم أجر)([2]).
والصحبة لا بد منها فالإنسان مدني بطبعه، وإنما جاء الأمر بتوجيه هذا الطبع
إلى ما ينفع: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة:119].
والبيئة التي يولد فيها الإنسان ويعيش، لا يمكن اعتزالها ولم نؤمر بذلك وإنما يقع في القدرة
التغير والانتقال إلى بيئة أكرم وأطهر
والرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا
أوصاه العالم حتى تصح توبته أن يترك البيئة السيئة
إلى بيئة أكرم فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا
فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم
ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء
وهنا لا يكون الحساب على وجود ما ذكرناه من غريزة وصحبة وبيئة وإنما على كيفية تصريفها وتوجيهها
الثالث: نوع للعبد القدرة على دفعها وردها، فهي أقدار متصلة بالأعمال الاختيارية
والتكاليف الشرعية فهذه يتعلق بها ثواب وعقاب وتستطيع ويدخل في قدرتك الفعل
وعدم الفعل معا، وتجد أنك مخير ابتداءً وانتهاءً
فالصلاة والصيام باستطاعتك فعلهااو تركها
من هذا المنطلق وضعوا العلماء عشر قواعد
هي على سبيل الإجمال ما يلي :
القاعدة الأولى : الإيمان بعلم الله الشامل المحيط بكل شيء يعلم الغائب والشاهد والظاهر والمستتر
وأنه سبحانه لا تخفى عليه خافيه ويعلم
ما توسوس به الصدورويعلم ما كان وما سيكون
وأنه لا يقع شيء في الوجود إلا بعلمه سبحانه
كما قال جل وعلا :(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها
إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة
 إلا يعلمها ولاحبةٍ في ظلمات الأرض ولا رطب
ولا يابس إلا في كتاب مبين )
وقال سبحانه : (عالم الغيب والشهادة )
وقال سبحانه : (ذلك لتعلموا أن الله على كل شيء
قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً )
إذا علم هذا واستقر في القلوب ، وأنه سبحانه
علام الغيوب
ومن أسمائه العليم السميع البصير : أيقنت النفوس المؤمنة واطمأنّت
بأن ما يحدث بعلمه واطلاعه سبحانه فلماذا تخاف وتقلق لماذا ترتبك وتتراجع والملك الجبار عالم بكل ما يحدث وما يخططه الأعداءوما يحيكه اليهود والنصارى
في الخفاء ،فالإيمان بهذا الأمر يورث
الأمن والطمأنينة والثبات بإذن الله عزوجل .
القاعدة الثانية : أنه لايحدث شيء في هذا الكون
من خير أو شر إلا بإرادته ومشيئته
ولا يقع أي أمر إلا بإذنه ، فلا يتصور ولا يتخيل
أن يحدث شيء بدون إرادته سبحانه
وأن الخلق مهما خططوا وفعلوا فلن يحدث
ولن يقع إلا ما أراد وقدر سبحانه
قال جل وعلا : ( إن ربك فعّال لما يريد )
وقال سبحانه : ( وإذا أراد الله بقوم سؤً فلا مرد له )
وقال سبحانه : (إن الله يفعل ما يريد)
إذا علم هذا فإذا نزلت النازلة وحلت المصيبة تذكر أنه بإرادة الله ومشيئته فلا تجزع فإنك تؤي إلى ركن شديد.

اخواتي الحبيبات : ومع إيماننا بمشيئة الله النافذة
وإرادته لكل ما يحدث في الكون فنحن أيضاً
مأمورون بامتثال أوامر الله وما أراده منا شرعاً
وديناً فلا يحتج محتج بنزول المصائب وأنها
من عند الله ونقف هكذا لا نحرك ساكناً
بل أمرنا الله بمدافعة الكفار والجهاد
في سبيله سبحانه وإقامة دينه وشرعه
وتحليل الحلال وتحريم الحرام
وبالإيمان بالقدر وبما شرع الله يتم الإيمان
وتثبت قدم المرء على الإسلام .
القاعدة الثالثة : أن ما قدر في هذا الكون لحكمة
ومصلحة نعلمها وقد لانعلمها والله سبحانه
لا يقدر الأقدار ويخلق الخلق لغير حكمه
فهو سبحانه منزه عن العبث واللعب
قال جل وعلا : ( وماخلقنا السماء والأرض
وما بينها لاعبين ) وقال سبحانه :
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً )
وقال جل وعلا : ( وما خلقنا السموات والأرض
وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية )
وحال المؤمنين إذا تفكروا في ملكوت الله
وخلقه قالوا : ( ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك )
إذا علم هذا فعند حلول المصائب تطمئن وترضى وتسلم لقضاء الله وقدره وتحسن الظن بالله لأنه ما قدر هذه المصائب التي تحل بالأمة أو بالأفراد إلا لحكمة بالغة لأنه سبحانه الحكيم الخبير .
القاعدة الرابعة : أن الله سبحانه لا يقدر شراً
محضاً ليس فيه خير ، بل كل ما قدر وإن ظهر
لنا أنه شر كله فإن من وراءه من الخير
مالا يعلمه إلا الله كتكفير السئيات ورفعة الدراجات وتمحيص المؤمنين وتبصيرهم بعيوبهم وكشف
ما يخطط لهم أو دفع شر أعظم مما حل
بهم كحفظ دينهم ولو ذهب شيء من دنياهم 
 ونحو ذلك من المصالح التي لا تخطر على البال
وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لربه ( والشر ليس إليك )
وهذا إبليس أساس الشر في العالم خلقه الله سبحانه
وقدر وجوده في الكون ليختبر العباد
ويعلم الصادق من الكاذب وغيرها من الحكم
التي ظهر فيها الخير للعباد ولكن أكثر الناس
لا يعلمون فإذا حلت المصائب لا تظن أيها العبد
المسكين يامن علمك ناقص وبصرك محدود
 إعلم أن الحكيم الخبير والرؤف الرحيم لا يمكن
أن يقدر على خلقه أمراً ليس فيه خير ومصلحة لهم.
القاعدة الخامسة : أن الله سبحانه يفعل في خلقه
 وملكه ما يشاء وهو لا يُسئل سبحانه عما
يفعل وهم يسألون ، لأنه مالك الملك وجبار
السموات والأرض رب العالمين وخالق
الناس أجمعين ومدبر الكون وإله الأولين
 والآخرين سبحانه جل وعلا
فلا يحق لنا أن نسأل مولانا لماذا قدر
علينا المصيبة ولماذا أصابنا ولم يصب غيرنا
فنحن خلقه وعبيده وهذا ملكه ووجوده يفعل
 في خلقه وملكه ما يشاء سبحانه
وهذا الأدب مع الله هو أساس اعتراف العبد
بألوهية الله وربوبيته سبحانه والله لا يضيع
أجر من أحسن عملاً .
القاعدة السادسة : الاعتقاد الجازم الذي لايخالطه
شك ولا يمازجه ريب بأنه سبحانه الحكم العدل
حرم الظلم على نفسه وجعله بين خلقه محرماً
وهو سبحانه لا يرضى عن الظلم والظالمين
 فقال سبحانه : (ولا يظلم ربك أحداً )
 وقال سبحانه : ( وما ربك بظلام للعبيد )
ويقول جل وعلا : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً )
إذا علم هذا فإذا رأيت المصائب تنزل
فاستحضر هذه القاعدة ولتكن منك على بال
فلا تسيء الظن بربك فهو أعدل العادلين
وأحكم الحاكمين ، وأنه سبحانه لا يرضى
أن يُظلم عباده وسوف ينتصر لهم ولو بعد حين
وأن الله أعد للظالمين عذاباً أليماً وأن دعوة المظلوم
لا ترد وتصعد إلى الله كأنها شرارة .
القاعدة السابعة : أن الله سبحانه رحيم بالمؤمنين
بل هو أرحم بهم من أمهاتهم وآباءهم ومن رحمته
ما يقدر في الكون وهو قد كتب على نفسه الرحمة
وأن رحمته سبقت غضبه سبحانه ،وما يقدر
في الكون من خير وشر هو من رحمته بنا
لأننا لا نعلم ما يخبئه الله لنا من الخير والرحمة
خلف هذه المصائب والشرور فسبحانك
يارحمن يارحيم ، واعلم أن ربنا ارحم بنا
من أمهاتنا وآباءنا بل هو أرحم بنا من أنفسنا
 لأنه خالقنا وهو العالم بما يصلحنا ويسعدنا
وبما يفسدنا ويشقينا والله سبحانه قد قال في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي فليظن بي ماشاء )
فلا نظن بربنا إلا خيراً
القاعدة الثامنه: أن كل ما سوى الله وأسمائه وصفاته مخلوق فالعباد وأعمالهم كلها مخلوقة لله جل قال سبحانه : ( الله خالق كل شيء ) وقال سبحانه :
( وخلق كل شيء فقدره تقديراً ) ،
وقال سبحانه : (والله خلقكم وما تعملون )
وقال صلى الله عليه وسلم :
(إن يصنع كل صانع وصنعته)
إذا تأملت هذا وآمنت به علمت ضعف عدوك
وقلة حيلته وأنه مخلوق لله هو وما يصنع وما يدبر
فلا تعلق قلبك إلا بالقوى الخالق لكل شيء سبحانه
القاعدة التاسعة : أن الأقدار والأيام دول
وأن دوام الحال من المحال
فالله قد قضى وقدر في الكون أن أقداره
ماضية على المؤمن والكافر والبر والفاجر
وأن التدافع بين الخير والشر سنة ما ضية
وحكمة قاضية قال سبحانه :
( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
فمرة لأهل الحق ومرة لأهل الباطل
 وأن الصراع بينهما إلى قيام الساعة
كما قال جل وعلا : ( ولولا دفع الله الناس
ببعض لفسدت الأرض )
ولكن الذي نوقن به ولا نشك أن دين الله
منصور وغالب وأن العاقبة للمتقين
وأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق
منصورة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها
إلى قيام الساعة ، فلا تنظر إلى الأحداث
بنظرة عجلة قصيرة بل استشرف المستقبل المشرق واعمل بالأسباب التي تؤدي إلى النصر والتمكين
والله سبحانه ناصر دينه وأولياءه
القاعدة العاشرة : الصبر على أقدار الله مما أمرنا الله به وأوجبه علينا وهو سر الهداية والفلاح
فقد قال جل وعلا : (يا أيها الذين آمنوا اصبروا
وصابروا ورابطوا واتقوا لعلكم تفلحون )
وأمرنا سبحانه بالاستعانة بالصبر والصلاة فقال:
(واستعينوا بالصبر والصلاة )
وقال سبحانه مبيناً ابتلاءه واختباره لعباده
وأن الفائز والناجح في هذا الامتحان هو الصابر
الراضي بقضائه وقدره
فقال سبحانه :
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع
ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
وبشر الصابرين
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات
من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
هذا في الدنيا أم في الآخرة فأجر الصابرين عظيم
لا يعلم قدره إلا الله
فقال سبحانه : ( إنما يوفى الصابرون
أجرهم بغير حساب )
والصبر هو أحد أسباب النصر على الأعداء
وهو الذي تطلبه الأمة من ربها عند لقاء عدوها
قال جل وعلا : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون
كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله
وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) 
 وقال عن الفئة المؤمنة المستضعفة
التي قاتلت الطاغية جالوت : ( قال الذين يظنون
ملاقوا الله كم فئةٍ قليلةٍ غلبت فئة
كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ،
ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا
ربنا أفرغ علينا
صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، فهزموهم بإذن الله ) الآيات
فاللهم ارزقنا الصبر والثبات عند ملاقاة
عدونا وانصرنا على القوم الكافرين
اللهم إنا نسألك : بفضلك وعظمتك وجلالك
وهيبتك وجبروتك وقوتك وبأسمائك الحسنى
وصفاتك العلى أن تفرج عن ما نحن فيه
وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه
وأن ترزقنا من رزقك وأن تظلنا بظلك
يوم لاظل إلاظلك
اللهم لاتطوي صفحة هذااليوم إلا وقد سترت
عوراتنا ومحوت سيئاتنا
وقبلت توبتنا وفرجت همومنا واستجبت لدعواتنا وأصلحت ابنائنا وغفرت لموتانا
اللهم أجعل لنا هذا يوم نصر وعز وخير
 وفلاح ونجاح ..
اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا 
 وأعطنا ولا تحرمنا ،آثرنا ولا تؤثر علينا
اللهم انا قد تصدقنا بعرضنا على الناس
وعفونا عمن ظلمنا واغتابنا وبهتنا
اللهم انا نشهدك اناقد عفونا عنهم فاعف عنا
وعنهم يارب العالمين
اللهم أنزل من الرحمات ما يطفئ لهيب السيئات
 ويمسح الدمعات, ويقيل العثرات
اللهم إنا نعوذ بك من الفقر.. والجهل
اللهم أبعد الفقرعن أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وعن أوطانناواجعل بلادنا سخاء رخاء
وسائر بلاد المسلمين
اللهم أنزل على قبور موتانا الضياء
والنور والفسحة والسرور
اللهم ابني لنا ولهم بيوتا بالجنه واجعل
ملتقانا في جنة الفردوس
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
اللـــ آميــــن ـهم

0 التعليقات: