في سكون الليل البهيم
والناس كالأموات على الأرائك
لا ينطقون لا يسمعون
هناك
يدغدغ طيفك هدب عيني وأصحو
فلا أجد سوى الظلام
أتعلم أي خوف يبعث الظلام !؟
إنه يرعبني
يؤرقني
فأترك عينيّ تقـلــّـبان أركان غرفتي
برتابة بليدة تثير في نفسي الحنين إليك
الكون كلـّه يلفـّه الصمت الكئيب والسكون القلق
وتكتكة الساعة على الجدار تذكـّرني
بالسنين التي رحلت
ومن بعيد
من بعيد
يأتي صدى همساتك
يدخل أعماقي , يداعب أحزاني , فيثيرها
وأكاد أجهش بالبكاء
لولا الحياء
فمتى تعود
متى تعود
الشوق يتوقد في صدري كالجمر
فيا من لا تدري
اذكرني .. فانا أحتاج لدفء عينيك
وربيع وجودك
يا سيدي لو تعلم
أنا أحلم كلّ يوم بأن تسرّح شعري بأصابعك
وتمسح على رأسي كقطة صغيرة تضمـّها إلى صدرك
وتدثـّرها بمعطفك
فأنا من أجلك ـ سيدي ـ كنت أضع أحمر الشفاه
وألبس أجمل ثيابي وأحب الحياة
لكنك لم تخبرني يوما هل كنت أعجبك
وهل تروقك ألوان ثيابي !؟
لا أدري
لا أدري
فانا أجهلك , وصمتك الطويل
وابتساماتك التي تلوذ بها عن كلّ جواب تتركني
في حيرة من أمري
فمتى تبوح
لا بد أن تبوح
أتمنى أن تترك الخوف والحياء
وليتك كنت تعرف قراءة العيون
فكلـّهم يعرفون قراءة العيون ويعلمون أنني أحبـّك
لكنك تخجل أن تحدّق في العيون
وهكذا أظل أنا بانتظارأن تسمع آذانك الصمّاء
خفقات قلبي وأظل أرتجف بين يديك كالعصفورالمبلل
فإلى متى
وليتني أمتلك الجرأة والشجاعة
لكنت قد حطمت قيودي واعترفت بمشاعري كلـّها إليك
يا من لست تدري
أنا أكتب كل يوم رسالة لك أملؤها عطرا
وارويها دمعا وأنفث فيها كل أحزاني
وكل يوم هكذا أنا
الكون كلـّه يغطـّ في النوم إلا أنا
يهجرني في ليالي الشتاء الباردة الطويلة
أخاف من الظلام وأخاف أن تكون من نصيب غيري
فتعتلي بصدري رغبة قوية للبكاء
فأبكي وأبكي
على نفسي
حرر في 30/3/1431هـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق