الأحد، 22 مايو 2011

كليمات مبعثرة

من داخل الصمت تنطق الحروف
فيصمت الكلام واتوه بين السطور
عادت به الذكرى ليوم كان فيه فتياً يتنفس
رياح الصبا الباردة العذبة
لم تزحزح ثباته أعاصير المحن
ولم تزلزل قدمه رياح الفتن
كان يرى للحياة طعماً..وللألم وجدا

هاله منظره المتهالك
وهو يرى تلك النفس الكهلة
ملتحفة بعباءة الأمنيات المهترئة
يراوح بين قدميه وقوفا يستجدي دنياه
بات يرتقب سقوطا وشيكا
أن تعود من حيث بدأت
بعدما قطعت شوطا كبيرا-تلك مصيبة
كنت تتوهم سيرامنتصب القامة
غرّك سيرك الحثيث وأنفاسك المتلاحقة
زينت لك نفسك جمال خطوك..ووقع قدمك
فمضيت تغذ الخطا لاتلوي على شيء
ها أنت قد قاربت النهاية
وشارفت على ديار القوم
في آخر الطريق
تمهّل!! لحظة!!
لوحة مكتوبة بخط أحمر
عفواً....!!! لقد أخطأت الطريق!!!
كان يحسن..لغة يهمس بها للكون من حوله
حينما يعيش صفاء نفس
يضحك للقمر..ويتلقى شعاع الشمس محتضنا
ويناجيه صوت الماء الرقراق حين ينساب
سريعاً في مجراه يسابق الزمن
فيهمس له بسر..تنفرج أسارير روحه له
ويستوقفه نسيما عذبا يمرّ به في طريقه
فيتعثر به... فيداعبه ويضاحكه
ويلقي له برسالة حب..يفكّ رموزها
وتسرُّ نفسه المثقلة بالهموم
فتمضي في طريقها
لاتتوقف..ولاتحدِّث نفسها بوقوف
أمّا الآن .. فقد طال وقوفه
على أطلال نفسه الآسنة
حاول أن يتكلم بكل اللغات التي كان يحسنها
ليوصل رسالته إلى أحبته
تاهت رسالته عبر الأثير
ولم يحملها ساعي البريد

اغتراب في اغتراب
حمل عصا الترحال..جاب كل البقاع
فتش ونقب..بحث وجد في البحث
لكنه لم يجد نفسه فقد تاهت بين
 تلك الأكداس من البشر
فلم يهتدِ إليها
ماؤك الراكد إن ترك أسن
هل فطنت لذلك..أم غرك صفاؤه
وتنقضي أيام عمرنا مودعة على حياء
تسترق النظر على حين غفلة إلى أفول نجم
وجفاف برعم ...ونحاول أن نجعل دنيانا تبتسم
أو نصانعها كيما تصنع بسمة على شفاهٍ متقرحة
ونتوقف في محطات..ونجعلها واحات
لتُشرق دنيانا ..ونتنفس الأمل
عذبا يدغدغ الحلم في ذاكرة منسية
لنحيا من جديد
ياليل الظلمة..لاتطل على الراكب
ففؤاده يشتاق أن يرى أنوار المدينة
ياليل الظلمة ..لاتمعن في صحبة طويلة
فقد أتعبتَ الفؤاد
فبات يحدو وحده في زمن اغتراب
ياليل الظلمة..على رسلك..انتصفَ الطريق بي
وظلمتك تشتدّ حلكة
فتخنقني.. ايذاناً ببزوغِ فجرك
حرر في 19/ 6 /1432هــ

0 التعليقات: