الجمعة، 17 أغسطس 2012

اللهم أمّنّا يوم الفزع الأكبر،

سكون يخيم على كل شيء ..
انتهى الزمان وفات الأوان 
 صمت رهيب وهدوء ليس هناك سوى
موتى وقبور
صيحة عالية رهيبة تشق الصمت
يدوي صوتها في الفضاء
توقظ الموتى .. تبعثر القبور .. تنشق الارض
يخرج منها البشر حفاة عراة عليهم غبار قبورهم 
كلهم يسرعون يلبون النداء .. فاليوم هو يوم القيامة!!

لا كلام .. ينظر الناس حولهم في ذهول 
 هذه الارض التى عشنا عليها ..
الجبال دكت .. الأنهار جفت .. البحار اشتعلت 
 الأرض غير الأرض ..
السماء غير السماء .. لا مفر من تلبية النداء 
 وقعت الواقعة ..
الكل يصمت ..
الكل مشغول بنفسه لا يفكر إلا في مصيبته .. الآن اكتمل العدد من الإنس والجن
والشياطين والوحوش .. الكل واقفون في أرض واحدة .. فجأة تتعلق العيون بالسماء ..
إنها تنشق في صوت رهيب يزيد الرعب رعبا
والفزع فزعا ..
ينزل من السماء ملائكة أشكالهم رهيبة 
 يقفون صفا واحدا في خشوع وذل ..
يفزع الناس .. يسألونهم: أفيكم ربنا؟..
ترتجف الملائكة: سبحان ربنا ، ليس بيننا ولكنه آت 
يتوالى نزول الملائكة حتى ينزل حملة
العرش ينطلق منهم صوت
التسبيح عاليا في صمت الخلائق 
 ثم ينزل الله تبارك وتعالى في جلاله وملكه
و يضع كرسيه حيث يشاء من أرضه
ويقول سبحانه : يا معشر الجن والانس
إني قد أنصت إليكم منذ أن خلقتكم
إلى يومكم هذا .. أسمع قولكم وأبصر أعمالكم
(فأنصتوا إليّ).. فإنما هي أعمالكم وصحفكم
تقرأ عليكم .. فمن وجد خيرا فليحمد الله
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ..
الناس أبصارهم زائغة .. والشمس تدنو
من الرؤوس من فوقهم لا يفصل
بينهم وبينها إلا ميل واحد .. ولكنها في هذا
اليوم حرها مضاعف ..
أنا وأنت واقفون معهم .. نبكي ..
دموعنا تنهمر من الفزع والخوف.
الكل ينتظر ..
ويطول الانتظار خمسين ألف سنة ..
تقف لا تدري إلى أين تمضي ..
إلى الجنة أو النار .. خمسون ألف سنة
ولا شربة ماء ..
 تلتهب الأفواه والأمعاء .. الكل ينتظر يطلب الرحمة  البعض يطلب الرحمة
ولو بالذهاب إلى النار من هول الموقف وطول الإنتظار .. لهذه الدرجة؟
 نعم .. ماذا أفعل؟ هل من ملجأ يومئذ من كل هذا؟
نعم .. فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة
الذين يظلهم الله تحت عرشه ..
منهم شاب نشأ في طاعة الله 
 ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد ..
ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
ومنهم المتحابون في الله ..
هل أنت من هؤلاء ؟ .. الأمل الأخير 
 ما حال بقية الناس؟ ..
يجثون على ركبهم خائفين
أليس هذا هو آدم أبو البشر؟
أليس هذا من أسجد الله له الملائكة؟
الكل يجري إليه: اشفع لنا عند الله اسأله
أن يصرفنا من هذا الموقف ..
فيقول : إن ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب
مثله من قبل .. نفسي نفسي ..
يذهبون إلى موسى فيقول: نفسي نفسي ..
فيذهبون إلى عيسى فيقول: نفسي نفسي ..
وأنت معهم تهتف: نفسي نفسي ..
فإذا بهم يرون محمدا صلى الله عليه وسلم
فيسرعون إليه .. فينطلق إلى ربه
ويستأذن عليه فيؤذن له ..
ويقال : سل تعط واشفع تشفع ..
والناس كلهم يرتقبون .. فإذا بنور باهر ..
إنه نور عرش الرحمن {وأشرقت الارض بنور ربها} ..
ينادى: سيبدأ الحساب .. ينادى: فلان بن فلان ..
هلم إلى العرض على الله الكبير المتعال ..
قمت ولم يقم غيرك ..
تضطرب قدماك وجميع جوارحك ..
يكسوك الذل والخوف ..
يأتي عليك الملائكة .. يمسكون بك من كتفيك ..
يمشون بك في وسط الخلائق
 الراكعة على أرجلها .. وقد صار تاريخك
مكشوفا وصحيفتك مكشوفة
وجسدك مكشوف .. وكلهم ينظرون إليك ..
صوت جهنم يزأر في أذنك ..
وأيدي الملائكة على كتفك ويذهبون بك
لتقف أمام الله للسؤال ..

ويبدأ مشهد جديد .. هذا المشهد سأدعه لك أخي 
 فكل واحد منا يعرف
ماذا عمل في حياته من خير وشر..
هل أطعت الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه؟
هل عملت بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
هل أديت الصلاة في وقتها ؟
هل صمت رمضان إيمانا واحتسابا ؟
هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة؟
هل أديت فريضة الحج ؟ هل أديت زكاة مالك؟
هل بررت أمك وأباك؟
هل كنت صادقا مع نفسك؟هل تذكرت قول الله تعالى:
{يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية }؟..
هل كنت صادقا مع الناس
أم كنت تكذب وتكذب وتكذب ؟
هل كنت حسن الخلق أم عديم الأخلاق؟

هل ..؟ وهل ..؟ وهل ..؟ هناك الحساب يوم القيامة ..
يوم الحسرة والندامة .. أما الآن!! فاعمل لذلك اليوم ..
ولا تدخر جهداَ ..
واعمل عملاَ يدخلك الجنة .. ويبيض وجهك
أمام الله يوم تلقاه ليحاسبك ..
( اللهم استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض،
ويوم العرض عليك،
اللهم أمّنّا يوم الفزع الأكبر، اللهم أحسن
وقوفنا بين يديك).

0 التعليقات: