السبت، 2 يناير 2010



كثيرة هى أحزان الدنياوأحزانها دائمة لا تتوقف

خبر حزين يفاجئك فى قسوةكلمة جارحة

من أقرب الناس اليك ..أمنية غالية عليك لم تتحقق
فجأة تضيق أنفاسك .. وتتسارع خفقات قلبك وتترقرق

الدمعة فى عينيك..فتسرع الى غرفتك

تغلق بابك لينهمر السيل مدرارا
تنظر فى لهفة إلى فراشك وتلقى بنفسك على وسادتك

التى طالما عرفت مذاق دموعك

وتعتصرها فى مرارة كمايعتصرالحزن قلبك

وتبكي

وتبكي.غريب هوالحزن حينما يتمكن من القلب

ليغزوه فى قسوة معلنا سيطرته فى إحكام

وتتزايدسطوته فى قوة وسرعة ..فتشعر انه لا فكاك منه وتستسلم له

تسترجع سبب حزنك ..فتاتيك أحزانك كلهادفعة واحدة
تعاتب نفسك .. فتارة تلومها .. وتارة تشفق عليها

وآلاف الأسئلة تسأل نفسك

هل أنا المخطئ أم هم المخطئون ؟ولماذا ؟وكيف ؟ولمَ ؟

وتبكي مجدداوتبكي حتى يكتفى منك الحزن ولا تكتف
هكذا يفعل الحزن بالقلب وأكثر اذا استسلمنا له

ربمامن الصعب علينا مقاومة الدموع فى كل الأوقات

فنترك لها العنان.. أملا فى الراحة

ولكن إذا لم ننتبه جرفتنافى دوامة عميقة لا قرار لها

إنها لحظات صعبة !!
وفى لحظات صعبة كهذه ..نحتاج الى من يسمعنادون ملل

من يربت على جراحنا فى صدق من ياخذ بأيدينا إلى شواطئ

الراحة والطمأنينة

لكن يحدث كالقلب فى يأس انه لن يفهمك احد

ولن يشعر بمعاناتك أحد..وربما انه لا يستطيع مساعدتك احد
وفى وسط كهذاالظلام.. تبحث عن بصيص من النوريبدد

كل هذه الوحشة..فترفع راسك .. وتكفكف دموعك

وتخط باتجاه سجادة صلاتك المطوية

وتلقي بنفسك ساجدا .. راكع لله تناجي ربك فى خشوع

وقلبك يدعوه فى صدق..ربى انا الفقير إليك

وأنت الغنى عن عذابى

تعلن ضعفك وذلك لله .. تبث شكواك وتبتهل

طالب عفوالله ورحمته ..هو الرحمن الرحيم

وهو ارحم الراحمين

أى لذة فى مناجاته والخشوع بين يديه

وأى نور ينسكب داخل القلب فيحيل ظلمته نهارا

فتتراخى قبضة الحزن على قلبك رويدا رويداليحل محلها

معانى الصبر والإيمان والرضابقضاء الله وقدره

تمد يديك وتتناول كتاب الله وتقرأ من آيات الذكر الحكيم

مايطبب القلوب ويشفى سقمها

..إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ..

{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌقَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ }

فتحلق نفسك بواحة من الأمان والطمأنينة

وتتجلى أمامك حقيقة أن أمر المسلم كله خير

إذا مسته سراء شكر وإذا مسته ضراءصبر

وللصابرين جزاء عظيم عند الله

{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَأَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

كفى أنهم بمعية الخالق القدير..

{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }

وفجأة تجد أن حزنك لم يعد الوحش الكاسر

الذى كنت تخش سطوته من قبل

لأن لديك سلاحا اقوى فى مواجهته

ولديك صحبة لا يشقى أبدا من عرفها

لتهجر رفقة الوسادة والدموع

0 التعليقات: