الخميس، 14 يوليو 2011

الليل وما أدراك ما الليل

يعلن النهار انتهاء رحلته الشاقة
التي قضى بها ساعاته بين البشر
يبدأ الليل بسدل ستائره ليغطي كل الدنيا
بظلام لا مثيل له
يأوي كل إنسان لبيته ليجد من يحبهم ويحبونه
تتعانق النظرات بشوق كبيربرغم
صمت الألسنة عن الكلام 
 لتترجم أجمل معاني الحب الخالد
ومن بعد هذا اللقاء الرائع يأوي الجميع للفراش

هنا تأتي اللحظة الحاسمة
تتفرق أحوال الناس 
 منهم من يخلد للنوم فورافما أخذه النهارمن تعبه وجده
لم يسمح لليل بأن يأخذ حقه منه 
 ومنهم من يبدأ بعد النجوم ليتمكن من النوم
ومنهم من يخاطب القمر ليخبره عن قصة عشق
ومنهم من تصبح ساعات الليل بالنسبة له كأنها دهورا 

 فما أطوله من ليل على مريض يقاسي الآلام
ومنهم من يسهر الليل بطوله ليرسل سهام
الليل على ظالم طال ظلمه
 فهو مؤمن بالقول :
عليك بسهام الليل فإنها لا تخطئ
ولكن لها أمد ولكل أمد انقضاء 
ومنهم من يبكي على غالي قد فقده
لا يستطيع نسيانه
وجروح متجددة تكاد أن تقطع نياط القلوب
من سمومها 
ومنهم من هي تقلب فلذة كبدها بين يديها فرحة
من بعد أن طال ليل الألم و رحلة اشتياق
طالت تسعة أشهر
لتنتهي برحلة عذاب قصيرة لتختمها
بضمة طفل جمع السعادة بين أنامله
ومنهم من يرسم أحلام وردية لحياة ستبدأ
مراسمها بالغد القريب
ومنهم من يقلب أوراقه ليتم اختباره بنجاح

أحوال للبشر شتى
لا يجتمع اثنان منهم على حال واحدة
فالمشاعر تختلف والأزمنة تختلف
والأماكن أيضا تختلف
ولكن ما يجمعهم ستائر الليل التي انسدلت
لتستر أحوالهم
فالليل غطاء وستار
الليل يسمح لك بالبكاء بين أحضانه
بدون أن يلومك أو يستوقفك بعطف كاذب
و يسمح لك بالبوح بين طياته بدون أن يقاطعك
أو يتملـكك

الليل حضن حاني لا يشابه حضن
الليل وما أدراك ما الليل 
ملاذ لكل حزين
ولكل فقيرعفيف 
 ولكل حبيب حتى يبوح بخلجات صدره لحبيبه
و لكل حالم عانق حلمه النجوم
الليل بساط لراحة النفس من ثقل السنين
ووقت لراحة الأبدان فهذه مهمته بالأصل 
ولكن كونه بساط وستائر فمهامه تعددت
تبعا لتعدد احوال البشر فيه

0 التعليقات: