الأحد، 23 سبتمبر 2012

كيف نتجنب زلات اللسان

زلة اللسان.. هفوة بسيطة تسبب حرجا كبيرا
كلمة أو عبارة بسيطة تخرج على لسان قائلها
دون قصد، ولكنها قد تؤدي أحياناً
إلى عواقب غير محمودة ولا يجد صاحبها
أمامه سوى الاعتذار أو التبرير الذي قد يفيد
وقد لا يفيد حسب حجم وخطورة
"زلة اللسان" التي وقع بها، ويصبح الندم
هو مصيره بعد أن انطلقت من فمه كالرصاصة
 فكلامه لارجعة فيه وكما يقال في
المثل الشائع: "زلة الرجل ولا زلة اللسان"
 وتختلف عواقب زلة اللسان حسب عدة عوامل
منها طبيعة الزلة، ووضع قائلها، وأيضاً سامعها
ووقعها عليه، ومدى قدرته على التسامح
والتغاضي عنها
وتحدث هفوات اللسان في مجال العمل
وفي إطارالعائلة أوالأسرة مع الزوجة
أو الشقيق أو القريب أو حتى الصديق
وهذه يكون لها وقعاً مختلفاً لوجود الروابط
العاطفية ومنطق العشم، فهل هذه الأشياء تكون
شفيع للتغاضي عن زلة اللسان، أم أن خطأ
المقربين أقسى والتغاضي عنه أصعب؟
عندمانقع في زلة لسان نبحث عن أي وسيلة
للخروج من الموقف أحياناً بالاعتذار
وأحياناً بالإنكار، لأن زلة اللسان من أكثر
الأشياء إحراجاً، لأنها تحدث عفوياً دون 
قصد فيكون محرجاً، ولا ندري كيف نتصرف
ونشعر بحرج شديد وارتباك، وفي هذه الحالة
حتى الاعتذار يكون محرجاً  د. أمل الحليان اختصاصية الطب النفسي
تشير إلى الناحية التحليلية اجتماعياً ونفسياً
في زلة اللسان قائلة:
زلة اللسان رغم أنها من الناحية الأدبية
والاجتماعية ينظر لها على أنها خطأ
وهفوة تستدعي الشعور بالندم، إلا أنها
من الناحية النفسية هي في حقيقة الأمر
 تعبير صادق عن مكنون النفس والمشاعر
الحقيقية المخبئة أو المكبوتة لسبب أو لآخر
سواء كان اجتماعياً أو عاطفياً أو حتى لمصلحة
 معينة تستدعي أن نخفي حقيقة مشاعرنا
وآرائنا على من حولنا، ولكن في لحظة الانفعال
يحدث خروج عن هذه السيطرة على المشاعر
وتخرج الكلمات بشكل مندفع لتكشف عن كل
ما في داخل النفس، لهذا يمكن أن نعتبر
زلة اللسان أصدق ما يعبر عن الشعور الحقيقي
 لأنّه لم يسبقها تفكير أو "تذويق" فخرجت خرجت
كما يعنيها قائلها تماماً.
ولكن كيف نتجنب زلات اللسان وهل من طريقة
نحصن بها أنفسنا من تبعاتها خاصة وأنّ المواقف
التي تسبب الانفعال في الحياة أمر واقع لا ينتهي
وتكون زلات اللسان وراء العديد من مواقف سوء
الفهم وأحياناً القطيعة سواء بين الأزواج
أوالأصدقاء أو حتى زملاء العمل، فمجرد
لفظ جارح أو كلمة قاسية يمكن أن تفسد علاقة
ولكن ليس معنى هذا كبت المشاعر والانفعالات
تجنباً لآثارها، لأن هذا سيكون له انعكاس
سلبي على الصحة النفسية وهذا أخطر، فالمسائلة
سلوكية نفسية يمكن إدارتها بالالتزام بآداب التعامل
 ومن المهم تدريب النفس على تجنب الانفعال
خاصة وأن عثراته قد تكون زلة اللسان هي أبسطها
فكم من الفواجع تحدث في لحظات الانفعال
وفقد التحكم، ومن الطرق التي تساعد أن نوقف
الكلام إذا شعرنا أننا خرجنا عن شعورنا
 لأنّه غالباً ما يخرج من أفواهنا في هذه اللحظات
لن يكون لطيفاً، أما إذا حدث ونفذ الأمر
وخرجت زلة اللسان بلا وعي فليس في الإمكان
في هذه الحالة غير الاعتذار ومحاولة ترضية
الطرف الآخر، وفي كل الأحوال الوقاية خيرٌ
من العلاج، فلو أننا أحسنّا صياغة آرائنا
بالشكل الذي يعبر عنّا بشكل متزن ومقبول
 سوف نتجنب كتم الكثير من الانفعالات
المكبوتة التي تتحول إلى قنبلة موقوتة تنفجر
في أي لحظة

0 التعليقات: